تتميز القطط بخصائص فريدة من نوعها، لا سيما فيما يتعلق بمتطلباتها الغذائية وصحتها الهضمية. تطورت القطط كصيادين يستهلكون فرائس غنية بالبروتينات، مع كمية معتدلة من الدهون وكمية ضئيلة من الكربوهيدرات.
ولهذا السبب فإن أحد أهم المكونات الغذائية الأساسية لهذه الحيوانات هو البروتين.
القطط من الحيوانات آكلة اللحوم إجبارية:
القطط المنزلية تشبه إلى حد كبير أسلافها البرية، ولم تتطور عنها إلا قليلاً. بخلاف الكلاب، التي هي حيوانات قارتة، فإن القطط حيوانات لاحمة إجبارية.
ما هو الحيوان آكل اللحوم الإجباري؟
آكل اللحوم الإجباري هو حيوان مفترس يأكل اللحوم لضرورة بيولوجية. نتيجةً لنظامه الغذائي التقليدي طوال تطوره، قد لا تتمكن هذه الحيوانات من تصنيع العناصر الغذائية الضرورية من النباتات. هذا يدفعها إلى الاعتماد على حيوانات أخرى لتزويدها بالفيتامينات والأحماض الدهنية والعناصر الغذائية الأخرى في حالتها المتكونة مسبقًا.
لقد تكيفت القطط فسيولوجيًا مع حياة الصياد:
هل تساءلت يومًا لماذا تمتلك القطط أسنانًا حادة؟ حسنًا، تستخدم أضراسها المسننة لقطع العضلات والأنسجة الضامة عن العظام وتقطيعها إلى قطع صغيرة يمكن ابتلاعها كاملة. بالإضافة إلى ذلك، تُعد أسنانها الحادة، الشبيهة بالمقص، مثاليةً لعضّات العنق المستخدمة لقطع الحبل الشوكي وتثبيت الفريسة أو قتلها. لذلك، تطورت أسنانها للتقطيع بدلًا من المضغ. ونتيجةً لذلك، عندما تأكل القطط، تبتلع اللحم على شكل قطع، وتستغرق وقتًا أطول في هضمه.
البروتين النباتي مقابل البروتين الحيواني
الأحماض الأمينية هي الوحدات البنائية التي تُكوّن البروتينات، وهي ضرورية لبناء وإصلاح الأنسجة، وإنتاج الإنزيمات والهرمونات والأجسام المضادة، ونقل الطاقة. بعد ذلك، تُحلّل البروتينات إلى أحماض أمينية تُستخدم لإنتاج الطاقة أو لتكوين بروتينات جديدة. تحتوي أجسام القطط على 20 حمضًا أمينيًا، منها 11 حمضًا أمينيًا أساسيًا. نقص أيٍّ منها قد يُسبب مشاكل صحية.
- الأرجينين
- الهيستيدين
- الأيزوليوسين
- الليوسين
- اللايسين
- الميثيونين
- فينيل ألانين
- تورين
- ثريونين
- التربتوفان
- فالين
يتم توفير هذه الأحماض الأمينية الأساسية، فضلاً عن العناصر الغذائية الأساسية الأخرى للقطط، بشكل أفضل من خلال اللحوم والأنسجة الحيوانية الأخرى.
ولكن لماذا تحتاج القطط إلى اللحوم في نظامها الغذائي؟
#1: لا يمكن للقطط أن تكون نباتية
لا تستطيع القطط هضم الكربوهيدرات (المكونات الرئيسية لأنسجة النباتات ). ولكن لماذا؟
- تحتوي القطط على تركيزات أقل من إنزيمات هضم الكربوهيدرات الأخرى في أمعائها مقارنة بالكلاب.
- تفتقر القطط إلى الأميليز، وهو الإنزيم الذي يبدأ عملية هضم الكربوهيدرات، في لعابها.
- تفتقر القطط إلى إنزيم الكبد الرئيسي، الجلوكوكيناز، وهو الإنزيم المسؤول عن تحويل الجلوكوز إلى شكل يمكن للخلايا استخدامه لإنتاج الطاقة عندما يتلقى الكبد كمية كبيرة من الجلوكوز.
أهم مصدر للطاقة للقطط هو البروتين. مع اعتمادها على أطعمة نباتية فقط، إما أنها تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات، أو أنها ستفتقر إلى الأحماض الأمينية الضرورية لصحة القطط.
على عكس الأنواع الأخرى، تعمل إنزيمات كبد القطط باستمرار على تكسير البروتينات للحصول على الطاقة والحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم. عندما لا تحصل القطط على ما يكفي من البروتين الغذائي، خاصةً عند اتباع نظام غذائي نباتي، وعند وجود مصادر طاقة أخرى، مثل الكربوهيدرات، تبدأ أجسامها بتكسير أنسجة عضلاتها لتلبية احتياجاتها من البروتين والأحماض الأمينية في عملية تُسمى تكوين الجلوكوز*.
تكوين الجلوكوز*: يشير تكوين الجلوكوز إلى تخليق الجلوكوز الجديد من سلائف غير كربوهيدراتية، ويوفر الجلوكوز عندما يكون تناول الطعام غير كافٍ أو غائبًا
#2: لا تستطيع القطط إنتاج جميع العناصر الغذائية الخاصة بها
يحتوي اللحم على العديد من الفيتامينات والأحماض الأمينية التي تحتاجها القطط للبقاء على قيد الحياة، إذ لا تستطيع إنتاجها بنفسها. تشمل هذه العناصر الغذائية:
- فيتامين أ - ضروري للرؤية الليلية، وصحة الجلد، ويدعم جهاز المناعة لدى القطط. بدون مستويات كافية من فيتامين أ، قد تُصاب قطتك بالعمى.
- الأرجينين - لا تستطيع القطط إنتاج الأرجينين، وهو حمض أميني أساسي لبناء البروتين، بمفردها. قد يؤدي نقص الأرجينين إلى كميات زائدة من الأمونيا، مما قد يسبب سيلان اللعاب والخمول والقيء وأعراضًا عصبية قد تؤدي سريعًا إلى نوبات صرع والوفاة.
- التورين - التورين حمض أميني مهم لصحة العين والقلب، وهو ضروري أيضًا للتكاثر الطبيعي ونمو القطط الصغيرة.
على الرغم من أن القطط قادرة على تصنيع كميات صغيرة من التورين، إلا أنها غير قادرة على إنتاج الكمية التي يحتاجها جسمها.
في حالة عدم وجود التورين، قد تعاني القطط من العمى بسبب التنكس الشبكي المركزي، وفشل القلب بسبب اعتلال عضلة القلب المتوسع ، وفشل الإنجاب، و/أو التشوهات التنموية للجهاز العصبي المركزي.
#3: الجهاز الهضمي في القطط أقصر منه في معظم الثدييات
بما أن بكتيريا الأمعاء تستغرق وقتًا أطول في هضم المواد النباتية، فإن آكلي النباتات عادةً ما يكون لديهم قنوات هضمية أطول. ولأن القطط تأكل اللحوم التي تُهضم بسرعة أكبر مقارنةً بالنباتات، فإن قنواتها الهضمية أقصر بكثير، مما يمنعها من تناول نظام غذائي غني بالمواد النباتية.